فتحت غيد عيناها بتثاقل بطيء ثم أغمضتها وهي تلتف على روحها ،،وأسمالها الممزقة لا تكاد تغطيها،مازالت غيد تحلم بغد مشرق ،،منذ أن فتحت عيناها على هذه الحياة وهي تعيش في أعماق ذلك الكهف المظلم،البااارد..لا تسمع فيه سوى فحيح الأفاعي،وسط غابة لا تسمع فيها سوى عواء الذئاب الجائعة،وقسوة الأهل وجفاؤهم،وندرة الأصدقاء ووفاؤهم،غيد تلك الفتاة المليئة بالأمل رغم معاناتها أختها المسكينة ،وجدتها المقعدة،مرض أمها..وطلاقها من والدها،ومحاولت تلك الأم المسكينة أن تعول نفسها وابنتيها وأمها،مشهد تعودت على رؤيته .
خروج أمها كل صباح لتجمع العلب والصفائح من أمام البقالات لتبيعها حتى توفر لقمة العيش لأسرتها،رغم مرضها المزمن يحرق قلب غيد الصغير ويذيبه حسرة وألما ،تحلم غيد بالتخرج والوظيفة والأبتعاد بأسرتها من ذلك الكهف المظلم المليء بحقد الأهل وقسوتهم.
عادت غيد لتفتح عيناها مرة أخرى ،ولكن في نفسها اليوم حلم .
حلم أن تبحث عن مدينة عاشتها بخيالها، مدينة خضراء مليئة بالحب لا يسكنها إلا من ملأ قلبه الحب ،لايستطيع دخولها حاقد أو حاسد أورديء، مدينة تتسم با لعدل بعيدا عن ظلم الأهل وجبروتهم وقسوتهم،أرتدت غيد ثيابها وخرجت مسرعة وصوت أمها المنهك يناديها إلى أين يارند؟
أمي أريد البحث عن مدينة الحب ،لأحلق بك وجدتي وأختي إليها ،لأحميكم من ظلم الأهل وغاباتهم الظالمة، ثم أنطلقت تبحث عن تلك المدينة.
حافية القدمين تسير في طريقها ،يااااااااااااااااااااالله طريق مليء بالأشواك ، حرارة الشمس المحرقة ،والعرق المتصبب يكسوها ،ومع هذا أستمرت بالمسير طريق موحش يضيق بها .
أيام وليال ومازالت غيد تسير وتبحث عن مدينة الحب ,أين هي !تمزقت قدماها، والدم ينزف من وعورة الطريق ،وتلك الأشواك تزداد ،والصخور الجاثمة لاترحمها ،
وغيد تتابع المسير، وتحلم واليأس مع الأمل يختلجان قلبها العذري.
شهوروأعوام تمر وغيد تسيرحتى أنهكها المسير، وخارت قواها جلست ووضعت وجهها بين كفيها ،وأنخرطت في بكاء طوووووووووووووووويل تردد:أين أجد الطريق؟..فجأة سمعت صوتا..رفعت رأسها يالله طائر أخضر يرفرف حول رأسها..عيناها مشرقتان..أومأ لها وحلق ببطأ تبعته راكضة تارة تقع وتارة تجد في المسير...
وفجأة لاحت لها روضة خضراء ،ركضت مسرعة حتى وصلتها ،أهي مدينة الحب التي تبحث عنها؟!
إنها روضة رائعة الاخضرار، مليئة بالمياه والأزهار والأشجار، وطيورها غناء مغردة...وإلى جدول صغير أتجهت غيد ،أخذت تشرب من مائه وتغسل وجهها المنهك..
سارت غيد تستكشف المكان مكان جميل، لكنها ليست مدينة الحب..آآآآآآآآآآآآآآآآآه إلى أين سأتجه يااارب ؟ إلى أين؟...
رفعت رأسها فرأت مدينتها التي حلمت بها..وصرخت:تلك هي مدينة الحب لقد رأتها لايفصل بينها سوى عدة خطوات الآن سأحيا أنا وأمي وأختي وجدتي في هذه المدينة، بعيد ا عن جبروت الأهل وقسوتهم،،وفي نشوة سعادتها..
غيد،،غيد ،،غيد أستيقظي ياابنتي حان وقت الذهاب للمدرسة فتحت غيدعيناها ..
فإذا هي مازالت في كهفها ،وسط جبروت الظلم وقسوة الأهل,,آآآآآآآه لقد كان مجرد حلم
حلم ياأمي...
لكن أمهاأمسكت بمصحف صغيرو،وضعته في يد غيد و ضمتها إلى صدرها ،وهي تردد: بالثقة بالله ياابنتي ،والتوكل عليه والصبر على أحوال الدنيا وقسوتها ستنتهي رحلة العذاب هذه...
أغمضت غيد عيناها ومازالت تحلم بمدينة الحب..
فهل ستجدها يوما؟!